ضمن النتائج الأكثر إثارة للدراسة العالمية حول الصحة والأمراض التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في أكثر من ستين دولة، قال الباحثون من جنيف إن الاكتئاب اسوأ من الأمراض المزمنة الأخرى.
وأوضح فريق البحث الدولي لمنظمة الصحة العالمية أن المُصابين بأمراض عضوية مزمنة، مثل أمراض شرايين القلب أو روماتزم المفاصل أو الربو أو السكري، حالتهم الصحية أفضل بكثير، حينما لا تكون الإصابة بالاكتئاب أيضاً مُصاحبة لإصاباتهم بأي من تلك الأمراض العضوية المزمنة الشائعة عالمياً.
وأضاف بأن معالجة حالات الأمراض النفسية الذهنية، مثل الاكتئاب، هي ضرورة وليست ترفاً. وحالات الأمراض النفسية الذهنية يجب أن تُعالج بالتزامن مع الأمراض العضوية الأخرى.
ووفق ما تم نشره في عدد 8 سبتمبر من مجلة لانست العلمية، راجع الدكتور شاتيرجي وفريقه المعلومات المتعلقة بأكثر من 245 ألف شخص من سكان 60 دولة في العالم. وهي الدول التي تعاونت مع منظمة الصحة العالمية في دراستها الإحصائية الصحية الكبيرة.
ووجد الباحثون أن 3.2% من عموم الناس في العالم، قد عانوا من فترة اكتئاب خلال العام المنصرم. وعاني كل ما نسبته 4.5% من ألم الذبحة الصدرية، و4.1 % من روماتزم المفاصل، و3.3% من نوبات الربو، و2% من مرض السكري.
كما وجدوا أن ما بين 9 إلى 23% من الناس المُصابين بالاكتئاب، هم أيضاً يُعانون من واحد أو أكثر من مجموعة الأمراض العضوية تلك. وهذه النسبة عالية ومهمة مقارنة بمن لديهم إصابة بالاكتئاب دون إصابة بأي من تلك الأمراض العضوية. بمعنى أن إصابة الإنسان بأحد الأمراض العضوية المزمنة يعني ارتفاع احتمالات إصابته أيضاً بالاكتئاب.
وبعد أخذ الباحثين بالاعتبار تأثيرات العوامل الاجتماعية والنفسية والحالة الصحية للمرء، تأكدوا من أن الإصابة بالاكتئاب لها الأثر الصحي الأسوأ والأكبر في تدهور الحالة الصحية العامة للإنسان مقارنة بإصابة نفس الشخص بكل الأربعة أمراض العضوية المزمنة مجتمعة.
وقالوا بأن الاكتئاب يحتاج إلى أن تتم ملاحظة الإصابة به، ومعالجته على وجه السرعة، واعتباره أحد الأمراض ذات الأولوية في المعالجة. كما أن مرضى الأمراض العضوية المزمنة يجب فحص مدى إصابتهم بالاكتئاب ومعالجتهم بدقة واهتمام.
وعلى أطباء العيادات الأولية، بالذات، ملاحظة الإصابة به ومعالجته بالتزامن مع معالجة الأمراض العضوية الأخرى. وذلك من أجل تحسين فرص النجاح في معالجة الأمراض العضوية ومن أجل إزالة أضرار الاكتئاب على صحة المرضى
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire