ليتنا كنا ندعو
أذكر قبل عام ونصف تقريبا وأبان الاعتداء الإسرائيلي على جنوب لبنان وانشغال الشارع العربي بحال أخواننا في لبنان كتبت مقال عن دورنا تجاه أخواننا من المنكوبين في البلاد الإسلامية وكان أكثر تركيزي في المقال على أهمية الدعاء وجدواه وفي إحدى المنتديات التي نشرت فيها المقال جاءتني رسالة خاصة من عضو تعليقاً على المقال ، وخلاصة كلامه أن مثل هذا المقال هو سبب من أكبر أسباب تخلف الأمة ورجعيتها وسلبيتها !!
وأننا لا نملك إلا الأساليب السلبية التي لا تجدي نفعاً ...
الآن وبعد هذه المدة وبعد الأحداث التي استجدت هنا وهناك والأوضاع الأخيرة في غزة عدت لأقول ليتنا كنا ندعو.
نعم سلاح الدعاء الذي لامني فيه الأخ أن أذكر به هو ما أمرنا به ربنا تبارك وتعالى وجعل المُعرض عن الدعاء مستكبر عن العبادة فقال عز من قائل وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر : 60] وقال سبحانه أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل : 62] ، الدعاء هو ما قال به يونس في وسط ظلمات ثلاث فنجاه الله من الغم وهو ما عمل به أيوب في بلواه فكشف الله ما به من ضر وهو ما لجأ إليه زكريا فرزقه الله بيحي من بعد كبر وعقم وهو ما نادى به يعقوب فرد الله له ولده وبصره ، الدعاء هو العبادة فكيف نُلام على العبادة.
وقبل أن تتسرع قارئي العزيز وتقول في نفسك نحن دائماً ندعو ما الجديد؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء : ( والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ).أ.هـ
والمراد أنه لابد للدعاء من أسباب معينة في أصله وفي نفس الداعي لتحصل الإجابة بإذن الله فمثلاُ لو وقفنا مع أنفسنا في لحظة صدق وراجعناها الآن ... من منا يُلح على الله بالدعاء في هذه الأيام لأجل أخواننا في غزة ، من منا يقوم الليل ويبتهل ويبكي على ربه أن يرفع عنهم من نزل بهم من بلاء ، من منا عقد العزم والنية أن يغير حاله وأن يجدد التوبة والأوبة لله الغفور الرحيم عسى الله أن يتقبل منه دعاءه ، كم إمام في مسجد يقنت في الصلوات داعياً لإخواننا علماً بأنها سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وصح عنه قنوته ودعائه شهراً على أعداءه أعداء الدين ، من منا قرر ترك المعاصي تضامناً مع أخواننا فكيف يهنأ البال وترتاح النفس وتنشغل بالملهيات والمعاصي وأخوة لنا يذبحون ويقتلون ليل نهار ، من منا يدعو وكله يقين في الإجابة ، من منا يدعو ويظن أن لدعائه أثر في حال أخواننا في غزة وغيرها .
تلك هي المشكلة أننا ندعو على سبيل العادة ، إن ذكرنا أحد دعونا وكلنا يقين على عدم الإجابة إلا من رحم ربي ، ندعو بقلوب لاهية قانطة ، ندعو بقلوب ملؤها الخور والشك... فكيف يستجاب لمثل هذا الدعاء.
وإن كنا نقول بأهمية الدعاء عند نزول كل بلاء واتخاذ الأسباب التي تأتي بالإجابة فهذا لا يمنع من اتخاذ الأسباب الأخرى لإزالة هذا البلاء فالأصل أن يجتمعا طرفي التوكل على الله ( أولاً اللجوء إلى مسبب الأسباب وثانياً الأخذ بالأسباب ).
ونقول لمن يعتبر الدعاء أداة سلبية مجرد ظنك هذا مدعاة لعدم توفيقك في أي أمر غيره والواقع يشهد بذلك ، فماذا فعلت لكم التظاهرات المختلطة أو جمع التبرعات من الحفلات الغنائية أو الانشغال بسب الحكام.
ليس كلامي هذا دعوة للكسل أو السلبية تجاه من تواجهه الأمة اليوم وإنما هو نداء لتصحيح المسار ، أولاً لنعرف قيمة الدعاء حقاً ونقوم به كما ينبغي ثانياً لتكون أي سبل أو وسائل أخرى نقوم بها موافقة للشرع سواء من ناحية الحُكم أو من ناحية المصلحة.
أذكر قبل عام ونصف تقريبا وأبان الاعتداء الإسرائيلي على جنوب لبنان وانشغال الشارع العربي بحال أخواننا في لبنان كتبت مقال عن دورنا تجاه أخواننا من المنكوبين في البلاد الإسلامية وكان أكثر تركيزي في المقال على أهمية الدعاء وجدواه وفي إحدى المنتديات التي نشرت فيها المقال جاءتني رسالة خاصة من عضو تعليقاً على المقال ، وخلاصة كلامه أن مثل هذا المقال هو سبب من أكبر أسباب تخلف الأمة ورجعيتها وسلبيتها !!
وأننا لا نملك إلا الأساليب السلبية التي لا تجدي نفعاً ...
الآن وبعد هذه المدة وبعد الأحداث التي استجدت هنا وهناك والأوضاع الأخيرة في غزة عدت لأقول ليتنا كنا ندعو.
نعم سلاح الدعاء الذي لامني فيه الأخ أن أذكر به هو ما أمرنا به ربنا تبارك وتعالى وجعل المُعرض عن الدعاء مستكبر عن العبادة فقال عز من قائل وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر : 60] وقال سبحانه أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل : 62] ، الدعاء هو ما قال به يونس في وسط ظلمات ثلاث فنجاه الله من الغم وهو ما عمل به أيوب في بلواه فكشف الله ما به من ضر وهو ما لجأ إليه زكريا فرزقه الله بيحي من بعد كبر وعقم وهو ما نادى به يعقوب فرد الله له ولده وبصره ، الدعاء هو العبادة فكيف نُلام على العبادة.
وقبل أن تتسرع قارئي العزيز وتقول في نفسك نحن دائماً ندعو ما الجديد؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء : ( والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ).أ.هـ
والمراد أنه لابد للدعاء من أسباب معينة في أصله وفي نفس الداعي لتحصل الإجابة بإذن الله فمثلاُ لو وقفنا مع أنفسنا في لحظة صدق وراجعناها الآن ... من منا يُلح على الله بالدعاء في هذه الأيام لأجل أخواننا في غزة ، من منا يقوم الليل ويبتهل ويبكي على ربه أن يرفع عنهم من نزل بهم من بلاء ، من منا عقد العزم والنية أن يغير حاله وأن يجدد التوبة والأوبة لله الغفور الرحيم عسى الله أن يتقبل منه دعاءه ، كم إمام في مسجد يقنت في الصلوات داعياً لإخواننا علماً بأنها سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وصح عنه قنوته ودعائه شهراً على أعداءه أعداء الدين ، من منا قرر ترك المعاصي تضامناً مع أخواننا فكيف يهنأ البال وترتاح النفس وتنشغل بالملهيات والمعاصي وأخوة لنا يذبحون ويقتلون ليل نهار ، من منا يدعو وكله يقين في الإجابة ، من منا يدعو ويظن أن لدعائه أثر في حال أخواننا في غزة وغيرها .
تلك هي المشكلة أننا ندعو على سبيل العادة ، إن ذكرنا أحد دعونا وكلنا يقين على عدم الإجابة إلا من رحم ربي ، ندعو بقلوب لاهية قانطة ، ندعو بقلوب ملؤها الخور والشك... فكيف يستجاب لمثل هذا الدعاء.
وإن كنا نقول بأهمية الدعاء عند نزول كل بلاء واتخاذ الأسباب التي تأتي بالإجابة فهذا لا يمنع من اتخاذ الأسباب الأخرى لإزالة هذا البلاء فالأصل أن يجتمعا طرفي التوكل على الله ( أولاً اللجوء إلى مسبب الأسباب وثانياً الأخذ بالأسباب ).
ونقول لمن يعتبر الدعاء أداة سلبية مجرد ظنك هذا مدعاة لعدم توفيقك في أي أمر غيره والواقع يشهد بذلك ، فماذا فعلت لكم التظاهرات المختلطة أو جمع التبرعات من الحفلات الغنائية أو الانشغال بسب الحكام.
ليس كلامي هذا دعوة للكسل أو السلبية تجاه من تواجهه الأمة اليوم وإنما هو نداء لتصحيح المسار ، أولاً لنعرف قيمة الدعاء حقاً ونقوم به كما ينبغي ثانياً لتكون أي سبل أو وسائل أخرى نقوم بها موافقة للشرع سواء من ناحية الحُكم أو من ناحية المصلحة.
هذا والله أعلى وأعلم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire