الثمانية أسباب للثبات على الهدى والكتاب
الحمدلله هادي الضآلين وغافر الذنب للمسيئين وقابل التوب للتائبين وأصلي وأسلم على خير المرسلين من بعثه الله رحمة للعالمين الصادق الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
فهذه جملة من الأسباب التي تعين على الثبات على طريق الاستقامة وفقنا الله لكتابتها بعد تأثرنا بمحاضرة لفضيلة الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي حفظه الله بعنوان " الثبات على الهداية " نسأل الله أن يجعل فيها نفعاً وأن يوفقنا وأياكم إلى الثبات حتى الممات.
السبب الأول ( الدعـــــــــــاء )الدعاء هو العبادة لما فيه من إظهار الفقر والمسألة من العبد لربه ، فهو عبد ضعيف ذليل لا يملك من أمره شيئاً ولكن له رب كبير قدير رحيم فيحقق العبد العبودية هنا باللجوء إليه وطلبه بذلة وانكسار ومن أعرض سُمي ذلك استكبار ،ولما كان العبد وحده لا يقدر على مواجهة الفتن ما ظهر منها وما بطن كان لزاماً عليه دوام الدعاء لله بالثبات على الهداية وأن يتحرى في ذلك أفضل الأوقات كوقت السحر أو في السجود أو دبر الصلوات.
السبب الثاني ( زيادة الإيمان )
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وإن لم يكن يزيد فهو ينقص ، لذا كان لطالب الثبات على الهداية الحرص على الوسائل التي تعينه على زيادة إيمانه وأولها علم الإيمان بأن يعرف عن الله وعن الإيمان به وعن أسمائه وصفاته وملائكته ورسله وكتبه ويصحح عقيدته ، يعرف فيحب فيزداد قرباً ويزداد إيماناً.
السبب الثالث ( الاستجابة لأمر الله ورسوله )
قال تعالى " وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "[الأنفال : 25] وجب على العبد اتقاء سبل الفتن والتي منها فتنة الانتكاس عن الهداية ، وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في ذات السورة المباركة وفي الآية التي سبقتها كيف نتقي الفتن حيث قال جلّ وعلى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "[الأنفال : 24] نعم هي الاستجابة لأمر الله العظيم والرسول عليه الصلوات والتسليم بأداء الفروض والواجبات وفعل السنن المستحبات حتى لا يأتي الأمر من الشارع الحكيم إلا يكون من العقل والنفس والروح والبدن التسليم " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً "[الأحزاب : 36]
السبب الرابع (محبة العلماء وحضور حِلق الذكر )العلماء الربانيين العاملين هم ورثة الأنبياء وهم أشد الناس خشية وهم الذين شهدوا لله بالوحدانية وهم الذين أنفقوا أعمارهم في تعليم الناس الخير وهم الذين يصلي عليهم ربهم تبارك وتعالى وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت فلا شك أن محبتهم والتودد والدعاء لهم من أسباب الثبات وأما النيل منهم أو الخوض في أعراضهم فهي الطامة الكبرى التي وقع فيها الكثير ممن ورد الطريق وصُد عنه ، وحِلق الذكر تتغشاها الملائكة وفيها تنزل الرحمات وتسكب العبرات ويغفر الله لأهلها فهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم.
السبب الخامس ( طلب العلم )
طلب العلم من أهم الأسباب على الثبات كيف لا والأوقات تنفق في ذكر الله ومعرفته ولا ينال العلم إلا من كان خالصاً لله قلبه أما من شابه شيئاً من الرياء أو السمعة أو طلب الدنيا فسرعان ما يرجع عن الطلب في وسط الطريق أو أوله حتى وإن نال الدرجات العلمية فيبقى التوفيق من الله لمحبة الناس والانتفاع من العلم لصاحب الإخلاص.
السبب السادس ( البعد عن محارم الله )قال تعالى " وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ "[الأنعام : 151] لا تقربوا تعينك على الثبات فإن الفواحش مهلكات ، والراحة والسلامة في البعد عن كل ما حرم الله وتعظيم خشيته في القلوب حتى لا ينتكس من وفقه الله لطريق الاستقامة فيزيغ القلب من بعد الهداية فيكون الخسران العظيم.
السبب السابع ( معاشرة الصالحين والأخيار )المرء على دين خليله لذا أمُرنا بمصاحبة أهل الاستقامة والتقوى الذين قال عنهم الشافعي رحمه الله
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وذلك لأن معاشرة الصالحين والأخيار لا تأتي إلا بكل خير وعلم ومحبة ووقار ، وهي سبيل رفعة شأن في الدنيا والآخرة وأنظر رحمك الله إلى كلب على شأنه وذُكر في كتاب ربنا الكريم بمصاحبته للصالحين من أهل الكهف " سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً "[الكهف : 22]
الحمدلله هادي الضآلين وغافر الذنب للمسيئين وقابل التوب للتائبين وأصلي وأسلم على خير المرسلين من بعثه الله رحمة للعالمين الصادق الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
فهذه جملة من الأسباب التي تعين على الثبات على طريق الاستقامة وفقنا الله لكتابتها بعد تأثرنا بمحاضرة لفضيلة الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي حفظه الله بعنوان " الثبات على الهداية " نسأل الله أن يجعل فيها نفعاً وأن يوفقنا وأياكم إلى الثبات حتى الممات.
السبب الأول ( الدعـــــــــــاء )الدعاء هو العبادة لما فيه من إظهار الفقر والمسألة من العبد لربه ، فهو عبد ضعيف ذليل لا يملك من أمره شيئاً ولكن له رب كبير قدير رحيم فيحقق العبد العبودية هنا باللجوء إليه وطلبه بذلة وانكسار ومن أعرض سُمي ذلك استكبار ،ولما كان العبد وحده لا يقدر على مواجهة الفتن ما ظهر منها وما بطن كان لزاماً عليه دوام الدعاء لله بالثبات على الهداية وأن يتحرى في ذلك أفضل الأوقات كوقت السحر أو في السجود أو دبر الصلوات.
السبب الثاني ( زيادة الإيمان )
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وإن لم يكن يزيد فهو ينقص ، لذا كان لطالب الثبات على الهداية الحرص على الوسائل التي تعينه على زيادة إيمانه وأولها علم الإيمان بأن يعرف عن الله وعن الإيمان به وعن أسمائه وصفاته وملائكته ورسله وكتبه ويصحح عقيدته ، يعرف فيحب فيزداد قرباً ويزداد إيماناً.
السبب الثالث ( الاستجابة لأمر الله ورسوله )
قال تعالى " وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "[الأنفال : 25] وجب على العبد اتقاء سبل الفتن والتي منها فتنة الانتكاس عن الهداية ، وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في ذات السورة المباركة وفي الآية التي سبقتها كيف نتقي الفتن حيث قال جلّ وعلى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "[الأنفال : 24] نعم هي الاستجابة لأمر الله العظيم والرسول عليه الصلوات والتسليم بأداء الفروض والواجبات وفعل السنن المستحبات حتى لا يأتي الأمر من الشارع الحكيم إلا يكون من العقل والنفس والروح والبدن التسليم " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً "[الأحزاب : 36]
السبب الرابع (محبة العلماء وحضور حِلق الذكر )العلماء الربانيين العاملين هم ورثة الأنبياء وهم أشد الناس خشية وهم الذين شهدوا لله بالوحدانية وهم الذين أنفقوا أعمارهم في تعليم الناس الخير وهم الذين يصلي عليهم ربهم تبارك وتعالى وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت فلا شك أن محبتهم والتودد والدعاء لهم من أسباب الثبات وأما النيل منهم أو الخوض في أعراضهم فهي الطامة الكبرى التي وقع فيها الكثير ممن ورد الطريق وصُد عنه ، وحِلق الذكر تتغشاها الملائكة وفيها تنزل الرحمات وتسكب العبرات ويغفر الله لأهلها فهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم.
السبب الخامس ( طلب العلم )
طلب العلم من أهم الأسباب على الثبات كيف لا والأوقات تنفق في ذكر الله ومعرفته ولا ينال العلم إلا من كان خالصاً لله قلبه أما من شابه شيئاً من الرياء أو السمعة أو طلب الدنيا فسرعان ما يرجع عن الطلب في وسط الطريق أو أوله حتى وإن نال الدرجات العلمية فيبقى التوفيق من الله لمحبة الناس والانتفاع من العلم لصاحب الإخلاص.
السبب السادس ( البعد عن محارم الله )قال تعالى " وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ "[الأنعام : 151] لا تقربوا تعينك على الثبات فإن الفواحش مهلكات ، والراحة والسلامة في البعد عن كل ما حرم الله وتعظيم خشيته في القلوب حتى لا ينتكس من وفقه الله لطريق الاستقامة فيزيغ القلب من بعد الهداية فيكون الخسران العظيم.
السبب السابع ( معاشرة الصالحين والأخيار )المرء على دين خليله لذا أمُرنا بمصاحبة أهل الاستقامة والتقوى الذين قال عنهم الشافعي رحمه الله
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وذلك لأن معاشرة الصالحين والأخيار لا تأتي إلا بكل خير وعلم ومحبة ووقار ، وهي سبيل رفعة شأن في الدنيا والآخرة وأنظر رحمك الله إلى كلب على شأنه وذُكر في كتاب ربنا الكريم بمصاحبته للصالحين من أهل الكهف " سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً "[الكهف : 22]
السبب الثامن ( كثرة تلاوة القرآن )
كتاب فيه شفاء ورحمة للعالمين ، شفاء للنفوس والأبدان وحفظ من وساوس وحيل الشيطان ، فإلتزام تلاوته مع تدبر آياته والتفكر فيها سبب عظيم للثبات على الهداية ولا سيما التلاوة في صلاة القيام في الثلث الأخير من الليل ، ما أعظمه من وقت ينام فيه النائمون ويلهو اللاهون وتبقى وحدك تناجي ربك وتسمع كلامه.
هذا والله أعلى وأعلم
كتاب فيه شفاء ورحمة للعالمين ، شفاء للنفوس والأبدان وحفظ من وساوس وحيل الشيطان ، فإلتزام تلاوته مع تدبر آياته والتفكر فيها سبب عظيم للثبات على الهداية ولا سيما التلاوة في صلاة القيام في الثلث الأخير من الليل ، ما أعظمه من وقت ينام فيه النائمون ويلهو اللاهون وتبقى وحدك تناجي ربك وتسمع كلامه.
هذا والله أعلى وأعلم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire