خلال العام الماضي، عانى ما يقارب الـ 15-20% من سكان العالم من حالات الحساسية، في حين لم تتعد هذه النسبة الـ 2 % في بداية القرن العشرين للميلاد.
كيف بامكاننا تفسير هذا الازدياد الحاد في عدد المصابين بالحساسية في هذه الايام؟ هل اصبح الناس في عصرنا يتعرضون لمواد جديدة لم تكن موجودة من قبل؟ هل اصبح الاولاد اكثر حساسية بسبب النظافة الزائدة؟ ام ان المصابين بالحساسية اصبحوا يتوجهون لتلقي العلاج اكثر من قبل؟
يبدو ان جميع الاجابات المذكورة اعلاه صحيحة، والمطلوب حاليا هو ان نعرف كيف نتعامل مع هذه الظاهرة، وكيف بامكاننا ان نجعل حياتنا اسهل، بالرغم من تفاقمها.
اذا، ما هي الحساسية ؟
الحساسية هي ردة فعل الجسم عند التعرض لمادة خارجية / دخيلة (تدخل من خلال التنفس، اللمس، او عبر الجهاز الهضمي). عند التعرض لمثل هذه المواد المسببة للحساسية، تقوم بعض خلايا جهاز المناعة بافراز مواد معينة، كالهستامين ( Histamine) مثلا. من الممكن ان تسبب هذه المواد اعراضا مثل الاحمرار، الحكة، او احتقان الانف.
اهم الاعراض التي تميز الاصابة بالحساسية هي: حكة الجلد، حكة العينين و حكة البلعوم، بالاضافة للعطس، وافرازات الانف. من الممكن ان تتحول هذه الاعراض في بعض الحالات الصعبة الى حالات مستعصية مثل ضيق التنفس او انسداد مجرى التنفس.
كذلك، اصبح من المعروف، اليوم، ان الحساسية ترتبط بمرض الربو. وعلى الرغم من ان الحساسية ليست ظاهرة خطيرة، الا انها قد تمس بجودة حياة من يعاني منها.
ما هي مسببات الحساسية؟
هنالك الكثير من المسببات للحساسية، ومنها: الغبار، انواع معينة من الطعام، بعض انواع الحشرات، مواد كيميائية، وغيرها...
في بعض الاحيان، يكون من الصعب تحديد مسبب الحساسية، كما من الممكن ان يكون الشخص حساسا لعدة مواد معا.
من خلال فحوص معينة، يستطيع الشخص ان يعرف المواد المسببة للحساسية. يتم ذلك من خلال حقنه بالمواد المسببة للحساسية، وبعد بضعة ايام يتم اعلامه بالنتيجة (حسب ردة فعل الجسم). يتم تحويل الشخص لاجراء هذه الفحوص من خلال توجيه الطبيب فقط.
ربما تكونوا قد سمعتم عن اشخاص يعانون من الحساسية خلال الفترات الانتقالية بين الفصول المختلفة. يسمى هذا النوع من الحساسية بـ "حمى القش" ( وكذلك حمى الكلا - Hay fever )، حيث تعتبر تغييرات حالة الطقس، الغبار، وبالاساس مواد (غبار) تلقيح النباتات، من اهم مسببات هذا النوع من الحساسية.
من الممكن ان يصيب هذا النوع من الحساسية اي شخص، وفي جميع الاجيال. الا انه غالبا ما يظهر للمرة الاولى بين جيل 15 و 25 عاما، ويسبب كثرة العطس في غالب الحالات، بالاضافة الى حكة الانف، حكة العين وذرف الدموع، بل انه من الممكن ان يسبب حالات ربو يمكنها ان تستمر لعدة اسابيع.
كيف يتم علاج الحساسية؟
انجع علاج للحساسية هو، طبعا، عدم التعرض لمسبباتها. في بعض الاحيان، وعندما يتعلق الامر بالغبار او بالجو، يكون من الصعب جدا تفادي هذه المواد. لكن وعلى الرغم من ذلك، بامكاننا ان نقلل التعرض لهذه المواد عن طريق ازالة الغبار، تنظيف السجاد والارائك في الاماكن التي نتواجد فيها لاوقات طويلة، اغلاق النوافذ ووضع المشبكات المعدنية عليها، تغيير مفارش السرير بشكل دوري، الامتناع عن التعرض لاشعة الشمس، وترطيب الهواء بواسطة جهاز الترطيب الخاص.
كذلك، هنالك بعض انواع ادوية الحساسية من عائلة "مضادات الهيستامين" ( Antihistamines ) التي تقوم، بدورها، بمنع افراز مادة الهيستامين. بالامكان الحصول على هذه الادوية دون وصفة طبيب وبعدة اشكال، مثل الحبوب او الشراب (المحلول)، حيث انها تهدف لتخفيف اعراض نوبات الحساسية.
اما بالنسبة للاشخاص الذين يعانون من حساسية "حمى القش"، فمن المحبذ ان يقوموا باستخدام هذه الادوية بشكل يومي، منذ بدء ظهور الحساسية، وحتى انتهاء الفترة الانتقالية بين الفصول، وذلك من اجل منع حصول نوبات اضافية من الحساسية.
هنالك ايضا بعض انواع العلاجات الموضعية للتخفيف من حدة الاعراض، مثل قطرات العينين الخاصة بالحساسية (والتي يتم بيعها دون وصفة طبيب)، وكذلك قطرات الانف والمراهم المختلفة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire