samedi 19 mai 2012

إلي حواء .. كيف تصطادين عريسا؟

الزواج هو الحلم الرئيسي لكل فتاة في ساعات النوم والاستيقاظ، سواء كانت متعلمة أم لا، تعمل أو لا تعمل، فمهما اختلفت ظروف الفتيات وطبقاتها فسيظل حلم الزواج والحصول علي العريس هو العامل المشترك لكل الفتيات والأمهات أيضا؛ لدرجة أن كثيرا من الأمهات تجعل بناتها ترتدين فستانا أبيض مثل فستان الزفاف في أي حفلة زفاف تحضرها وهي صغيرة.
ومع نضوج الفتاة تنضج الفكرة في عقلها وتزداد أهميتها، حتي إننا قد نجدها تبحث عن فساتين الزفاف في المجلات وعلي الإنترنت بالإضافة إلي أشكال البيوت والأثاث.
فهل لو اكتفت الفتاة بالدراسة الثانوية فقط ستظل "جالسة في البيت" منتظرة قدوم عريس الأحلام، ولو دخلت الجامعة لاستكمال دراستها نجدها – بالإضافة إلي المواد الدراسية- تدرس كل من يطلق عليه لقب "ذكر" من زملائها في الجامعة وحتي "المعيدين والأساتذة" حتي تجد الشخص المناسب؟
بالطبع في كلتا الحالتين تقوم جميع الأمهات بتوجيه كافة جهودها للبحث عن العريس المناسب لابنتها مع تجنيد جميع الأقارب والأصدقاء في هذه المهمة القومية، والتي تعتبرها كل أم هدفا في الحياة.
إحصائيات تدق ناقوس الخطر:
ولكن للأسف هناك خطر كبير أطلق جميع صافرات الإنذار في كل البيوت، وهو زيادة نسبة العنوسة، وقلة عدد الشباب المقبلين علي الزواج بسبب البطالة، وزيادة تكاليف الزواج مما يجعل الرجل يفكر في الزواج بعد 10 سنوات علي الأقل من تخرجه من الجامعة بعدها يكون جاهزا لتحمل تكاليف الزواج.
وخطر العنوسة لا يقتصر وجوده في مصر فقط بل في العالم العربي، فقد بينت دراسة حديثة أعدها أستاذ علم الاجتماع الباحث الأردني "إسماعيل الزيود" وعنوانها (واقع العنوسة في العالم العربي) أن عدد الفتيات التي تجاوزن 30 عاما في الأردن قد تجاوز 100 ألف حتي نهاية 2007، وأن 50% من الشباب السوري أعزب و60% من الشابات السوريات عازبات؛ فيما بلغ عدد العازبات في مصر 6.5 مليون ممن تجاوزت أعمارهن 35 عاما، وثلث سكان الجزائر عازبات وعزاب، وفي العراق وصلت نسبة العنوسة إلي 85% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزت أعمارهم 35 عاما بسبب ظروف الحرب.
وقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2003 أن عدد المصريين الذين بلغوا 33 عاما ولم يتزوجوا بعد بلغ 8 ملايين و963 ألفا منهم نحو 4 ملايين امرأة، أما عدد الذين بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا فقد تخطي 13 مليونا.
وطبقا لآخر الإحصائيات الرسمية، يوجد في مصر الآن 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاما ولم يتزوجوا من بينهم 10.5 مليون فتاة فوق سن 35، ويمثل معدل العنوسة في مصر 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج.
البحث عن عريس هدف حربي .. وكل الوسائل مشروعة
وعندما تقرأ أي فتاة تلك المعلومات والأرقام، ومع أن معظم الرجال خاصة من ذوي الطبقات الوسطي يفكرون في الزواج بعد انتهاء دراستهم بـ 10 سنوات علي الأقل ليكونوا جاهزين لتكاليف الزواج ويبحثون عن عروسة أصغر منهم بعشر سنوات؛ بعد ذلك فهذا كله كفيل بأن يجعل الفتاة تعيش في حالة من الرعب ليس له مثيل خوفا من شبح العنوسة.
وبسبب ذلك زاد تلهف الفتيات للزواج، وأصبح الموضع بالنسبة لهن ولوالداتهن كهدف حربي يجب الوصول إليه وبأسرع وقت ممكن، خاصة لو قاربت الفتاة علي نهاية العشرينات من العمر حيث يبدأ القلق والرعب يسيطران علي البيت، وتستمر عملية البحث عن العريس في كل مكان وبكل الطرق حتي لو وصل الأمر إلي نشر إعلانات في الجرائد أو الاستعانة بخاطبة.
انعكاس للظاهرة في السينما والتليفزيون
تناولت العديد من الأعمال الفنية تلك المشكلة وكان من أشهرها مسلسل "عايزة أتجوز" المأخوذ من كتاب "عايزة أتجوز" للدكتورة غادة عبد العال، وقد تناول المسلسل العديد من الطرق والمواقف التي تحدث خلال رحلة البحث عن عريس، ويتناول المسلسل قصة فتاة اسمها "علا عبد الصبور" تعمل صيدلانية في أحد المستشفيات الحكومية، وتعمل معها زميلات لها في نفس الصيدلية، ولهن أعمار متقاربة في نهاية العشرينات وكلهن مازلن آنسات ماعدا مدام "سندس" التي تبلغ من العمر 40 عاما والتي "نالت شرف كعبلة العريس الباشمهندس "المرسى".
ويناقش المسلسل كل الظروف والضغوط النفسية التي تمر بها أي فتاة دخلت في نهاية العشرينات من العمر، والضغوط التي يشعر بها الأهالي وجميع الاستعدادات التي تقوم بها أي أسرة عند قدوم أي عريس مثل تنظيف المنزل وشراء الجاتوه والمشروبات الغازية، بالإضافة إلي مساويء كل عريس في إطار كوميدي ساخر.
وقد ناقش المسلسل طرق اصطياد العرسان في العديد من المناسبات مثل حفلات الزفاف، فبمجرد دخول أي فتاة إلي الحفل تبدأ عملية البحث الشامل للمكان لتفقد عدد الشباب الموجودين في الحفل، خاصة لو كان مستوي الحفل والمعازيم من المستويات العالية، وكيف تبدأ الفتيات في التدافع للظهور في كل الصور وعلي شريط الفيديو الخاص بالحفل.
بالإضافة إلي جهود الأمهات، فعند رؤيتهن لأحد الشباب الذي تتوافر به جميع المواصفات، ينادون عليه علي أساس أنه أحد أبناء صديقة لهن لتعريفه بابنتها وتتمسك به بشدة حتي لو ظل الشاب يقسم لها أنه ليس ابن صديقتها حتي يصل به الأمر إلي الركض من المكان سريعا.
إن هذه الامور هي انعكاس لما يحدث علي أرض الواقع، فبمجرد وجود شباب في أي فرح أو مناسبة اجتماعية، تتحول الفتيات وكأنهن سرب من أسماك البيرانا التي تبحث عن فريسة؛ وتبدأ الحرب السرية بين الفتيات لجذب انتباه الشباب حتي لو وصل الأمر إلي عرقلة الشاب للفت نظره حتي لو كان انتباهه مع "الدي جي" أو مع أصدقائه.
كما ناقشت بعض الأعمال الفنية والبرامج الخفيفة بعض طرق اصطياد العريس مثل: أن تكون الفتاة دائما مستعدة بتجهيز حقيبتها بالشوكولاته، وأدوية الصداع، والمناديل عادية ومعطرة، ومسكنات، وعلكة نيكوتين، وحتي غذاء ملكات النحل، خاصة لو كانت الفتاة تعمل معه في نفس المكان، أو ستحضر معه مناسبة قد يطول وقتها لأنه بالتأكيد ستحدث العديد من المواقف، مثل أن ياتي وقت يشعر هو فيه بالصداع الشديد، فتقوم الفتاه بفتح حقيبتها وإعطائه دواء للصداع، وعندما يدخن سجائر بشكل كبير تنظر الفتاه الي عينيه وتخبره بأنه قد شرب سجائر أكثر من اللازم وهذا خطر علي صحته، وتعطية علكة النيكوتين، وإذا لم يحدث أي شيء تقوم الفتاة بالنظر إلي وجهه وتخبره بأن شكله مجهد للغاية، وتعطيه غذاء ملكات النحل ليعطية طاقة لمواصلة العمل.
هذا بالطبع بالإضافة إلي التحدث عن عدم أهمية المساواة بين الرجل والمرأة، ووجوب طاعة الزوج أمامه، وأن المرأه ليس لها مكان أهم من بيت الزوجية.
وبالطبع تم إلقاء الضوء بشدة علي والدة العريس والتي يجب علي العروس إرضائها للحصول علي حياة سعيدة مع زوجها، فحياة الزوجة مثل كواكب المجموعة الشمسية، ووالدة الزوج مثل الشمس إذا انفجرت فستدمر كل شيء.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire