يحل الصيف، وتأتي معه الاكسسوارات المختلفة، مثل قبعات الرأس الضخمة والنظارات الشمسية التي تكاد تضاهيها ألوانا وأحجاما، في بعض الحالات.
نعم فهذه الأخيرة لم تعد تكتفي بدور الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية وتعدتها لتؤدي عدة مهمات اخرى مثل التخفي أو إضفاء هالة من الغموض والسحر على صاحبتها.
لذلك ليس غريبا ان نشهدها في عروض الأزياء، سواء تلك التي تخاطب الصيف أو التي تتوجه إلى الشتاء. فالأناقة والحماية على ما يبدو لا تقتصران على فصل دون غيره، هذا طبعا عدا ما تدره على بيوت الأزياء من أموال طائلة.
فهي متاحة ماديا للأغلبية، اكثر من حقيبة يد أو فستان، كما انها أكثر بروزا من أحمر شفاه. ولا نستغرب إذا عرفنا ان هناك شركات تجني المليارات من ورائها مثل شركة «لوكوستيكا» التي أسسها ليوناردو ديل فيكيو المولود عام 1935، ويجني من ورائها 3 مليارات دولار سنويا تقريبا.
لكن ما يجب الانتباه إليه، هو أن الغرض منها يجب الا ينصب كليا على الأناقة والمظهر، لأنها وجدت أساسا للوقاية من أشعة الشمس فوق البنفسجية وتأثيراتها السلبية على العيون.
آخر التقارير الصادرة عن كلية البصريات البريطانية، تفيد بأننا بجرينا وراء الأناقة قد نعرض صحة عيوننا للخطر.
وتشير الدراسة إلى أن 80% من الأفراد يضعون اعتبارات الموضة والسعر قبل سلامة العين، وأن الغالبية (63%) نادراً ما يبدون اهتماماً بتفحص معايير السلامة عند شراء نظارات شمسية.
وحذرت الكلية من أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة الصادرة عن الشمس يزيد من خطر فقدان البصر جراء عدة أسباب منها إعتام عدسة العين، خصوصا أن بعض العدسات تؤذي أكثر مما تفيد.
من ناحيتها، تقول دكتور «سوزان بلاكيني»، المستشار بكلية البصريات، إن: «معظمنا لا يفكر في الخروج من البيت، في يوم مشمس، بدون حماية البشرة بوضع الكريمات المضادة لأشعة الشمس بسبب الدعايات الضخمة المحيطة بمخاطر الإصابة بسرطان الجلد أو الخوف من زحف الشيخوخة وظهور التجاعيد مبكرا، لكن الكثيرين ينسون، أو ربما غير مدركين، من الأساس لمدى حساسية العين، ويخرجون لقضاء إجازات صيفية بدون أدنى حماية للعين».
وتتابع أن التقديرات تشير إلى أن واحداً من كل سبعة أشخاص لا يرتدون نظارات شمسية ـ أو يرتدون نظارات طبية غير ملائمة.
ويعتبر الأفراد الذين تميل ألوان عيونهم إلى الأزرق أو الألوان الفاتحة أكثر عرضة لهذه المخاطر.
المشكلة في اختيار النظارات، ليست في تلك التي تطرحها كبريات دور الازياء أو مصممون عالميون، لأنها تراعي الجانب الصحي بقدر ما تهتم بالجانب الجمالي، لكن المشكلة تكمن في النسخ المقلدة التي لا تلتزم بالمعايير المحددة، وتشكل عنصر جذب بالنسبة لصغار السن ممن ليست لديهم الإمكانيات لشراء نظارات باسم معروف، فيلجأون إليها.
كما أننا عند السفر نقدم على شراء نظارات شمسية رخيصة، لا نعرف مدى تطبيقها لهذه المعايير.
وأوضحت بلاكيني: «من المثير للقلق بصورة خاصة أن الأشخاص الأصغر سناً يبدون اهتماماً ضئيلاً للغاية بأعينهم، خاصة أنهم أكثر عرضة للتضرر من الشمس عن البالغين.
وما يصل إلى 80% من مستوى التعرض للأشعة فوق البنفسجية يحدث أثناء حياة الشخص قبل بلوغه الثامنة عشرة. لذا، فإنه من المهم بصورة خاصة أن يرتدي الأطفال نظارات شمسية من أجل تقليص أي أضرار ربما يتعرضون لها على المدى البعيد».
وبصورة عامة، تنصح كلية البصريات البريطانية باتباع بعض النصائح المهمة، منها:
ارتداء نظارات شمسية داكنة ذات مستوى مرتفع من الجودة، والتأكد من توافقها مع المعايير الطبية.
وتؤكد «بلاكيني» أن: «النظارات الشمسية الجيدة لا ينبغي بالضرورة أن تكون باهظة الثمن، وإنما باستطاعتك شراء نظارات شمسية توفر الحماية للعين من المتاجر الكبرى، لكن عليك أنت تتبع بعض الإرشادات».
تأكد من أن النظارات تحمل علامة «سي إي» وعلامة التوافق مع المعايير الطبية، BS التي تضمن للعين مستوى حماية ملائما ضد الأشعة فوق البنفسجية. إجراء اختبار بسيط لمستوى الجودة قبل الشراء: قم بإمساك النظارة على أبعد مستوى تسمح به يداك الممدودة وقم بإمالتها قليلاً، ثم ركز على جسم بعيد وحرك النظارة لأعلى وأسفل للتعرف على ما إذا كانت هناك أي تشوهات، خاصة عند أطراف العدسة.
إذا كانت العدسات ذات مستوى رفيع من الجودة، فلن يكون هناك أي تشوه.
لا تخلط بين درجة الظل التي تتميز بها العدسة وقدرتها على حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، ذلك أن النظارات الشمسية الداكنة ربما تسمح للأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى العين وقد تسبب أضراراً تفوق الأخرى المترتبة على عدم ارتداء أي نظارات على الإطلاق، لأنها تتسبب في تمدد بؤبؤ العين، ما يسمح لقدر أكبر من الأشعة فوق البنفسجية بالدخول إلى العين.
عند شراء نظارات شمسية لاستخدامها أثناء القيادة، تأكد من أن تصنيف مستوى النقاء ينتمي للفئة من صفر إلى 3، ذلك أن العدسات التي تحمل الفئة 4 تتسم بلون داكن للغاية يشكل خطراً أثناء القيادة. ولا بد من الامتناع عن ارتداء النظارات الشمسية أثناء القيادة ليلاً أو في مستوى إضاءة سيئ.
لا تتخل عن النظارات الشمسية في الشتاء، فمن الممكن أن توجد الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس بمستويات مرتفعة طوال العام بما يستلزم توفير الحماية للعين، ومن الممكن كذلك أن تصبح الأشعة أكثر وضوحاً عندما تكون الشمس أقل سطوعاً.
ما تجدر الإشارة إليه، أن عرض النظارات الشمسية في موسم خاص بالخريف والشتاء ليس خطأ، فكلنا يعرف مخاطر أشعة الشمس فوق البنفسجية في كل الفصول، بما فيها فصل الشتاء، لاسيما بالنسبة لعشاق التزلج أو الذين يسكنون أو يقضون إجازاتهم في أعالي الجبال، وتأثيراتها السلبية على العيون والمنطقة المحيطة بها.
ينبغي غرس عادة ارتداء النظارات الشمسية في الأفراد منذ سن مبكرة. درجات الحرارة المرتفعة تعني المزيد من الأنشطة خارج المنزل، مثل ممارسة الرياضة أو الاهتمام بتشذيب وزرع الحدائق. لذا، من الضروري ارتداء قبعة ونظارات شمسية.
من الممكن أن تتضمن مياه أحواض السباحة أو البحر بكتيريا مضرة بالعين، لذا ينصح بالامتناع عن ارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة، إلا إذا وافق الطبيب على ذلك.
وفي حال استخدام عدسات لاصقة أثناء السباحة، ينبغي التخلص منها بمجرد الخروج من المياه والاستعانة بزوجين جديدين من العدسات اللاصقة. وإذا ما كنت تعاني من مشكلة ضعف البصر، فمن الأفضل الاستعانة بنظارات السباحة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire